يرى UBS Global أن اتجاهات أسواق النفط لا تزال غير مؤكدة، في ظل انتظار اتضاح الرؤية بشأن عدد من الأمور المؤثرة على تلك الاتجاهات، من بينهم حدثان مرتقبان: الانتخابات الأميركية واجتماع أوبك.
كان من بين تلك الأمور ما يتعلق بـ "الرد الإسرائيلي" على الهجمات الصاروخية الإيرانية، وهو الهجوم الذي جاء في سياق أقل من التقديرات التي كانت تُسعرها الأسواق.
يقول محلل أسواق السلع فيUBS Global لإدارة الثروات، جيوفاني ستونوفو، في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية: "كان المشاركون في السوق يخشون هجوماً على منشآت الطاقة، وهذا لم يحدث، مع تلاشي علاوة المخاطر الجيوسياسية دون انقطاع في الإمدادات".
خلال تعاملات شهر أكتوبر/ تشرين الأول، كانت أسواق النفط تحبس أنفاسها انتظاراً لتطورات سلبية مُحتملة من شأنها إذكاء نيران التوترات في منطقة الشرق الأوسط، حيث الرد الإسرائيلي الذي كان مرتقباً على نطاق واسع على هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية مطلع الشهر، وسط تنبؤات وإشارت باستهداف إسرائيلي مُرجح للبنية التحتية للنفط الإيراني.
إلا أن الرد الإسرائيلي الذي جاء في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي 26 أكتوبر، قد هدّأ من المخاوف، في ظل التقليل من الضربات وآثارها وتجنبها المنشآت النفطية ومنشآت الطاقة النووية، وهو ما كان محركاً للأسعار إلى التراجع بشكل حاد خلال تعاملات الاثنين.
ترقب لـ "الرد الإيراني"!
ومع ذلك، وفق ستونوفو، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إيران سترد وإذا كان الأمر كذلك فكيف سيكون الرد. لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه "طالما لم يتأثر إنتاج النفط، فإن السوق تظل راضية عن نفسها".
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد ذكر الأحد 27 أكتوبر/ تشرين الأول، أن بلاده لا تسعى للحرب لكنها سترد "على نحو مناسب" على الهجوم الإسرائيلي الأخير، وفق ما نقلته وسائل إعلام إيرانية رسمية.
كما ذكر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في رسالة إلى مجلس الأمن يوم السبت، أن بلاده تحتفظ بحقها الأصيل في الرد القانوني والمشروع على هذه الهجمات الإجرامية في الوقت المناسب، وفق ما ورد في الرسالة.
وبالتالي ستضع الأسواق في الحسبان احتمالات الرد الإيراني كعامل من بين العوامل التي يُمكن أن تشكل ضغطاً على الأسعار بشكل أو بآخر.
حدثان رئيسيان
لكنّ محلل أسواق السلع فيUBS Global لإدارة الثروات، يشير في معرض حديثه مع CNBC عربية، إلى أنه بالنسبة لتقديرات اتجاه الأسعار، فإن ثمة حدثين قادمين قريباً (من شأنهما التأثير على الاتجاهات العامة لأسعار النفط في المرحلة المقبلة).
الحدث الأول هو الانتخابات الرئاسية الأميركية (التي تجرى يوم الخامس من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ويتنافس فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، مع كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن).
الحدث الثاني اجتماع أوبك، وقرار الدول الثماني الرئيسية الأعضاء في أوبك+ بخفض الإنتاج طوعياً.
وكان من المقرر أن يبدأ ثمانية أعضاء في «أوبك+»، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، في إعادة 2.2 مليون برميل يومياً من التخفيضات الطوعية إلى السوق بدءاً من أكتوبر/تشرين الأول. لكنها أجلت هذه الخطوة إلى ديسمبر/كانون الأول.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها(أوبك +) قد أبقت على سياستها لإنتاج النفط دون تغيير، في أكتوبر/ تشرين الأول، . ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الوزارية المشتركة للمجموعة في الأول من ديسمبر / كانون الأول المقبل، قبل اجتماع كامل لأوبك+.
اقرأ أيضاً:
◾ رئيس Rapidan Energy لـ CNBC عربية: "المخاطر لم تنته".. وأسعار النفط مرشحة للتأرجح في هذا النطاق 🛢️
◾ بعد التراجعات الحادة.. إلى أين تتجه أسعار النفط على المدى المنظور؟ (خاص CNBC عربية) 🛢️
ديناميكية الأسعار
ويرى ستونوفو أنه "يمكن أن يكون لهذين العاملين تأثير على ديناميكية الأسعار". وبالتالي يتعين انتظار نتائجهما لرسم تصور عام لاتجاهات الأسعار في ضوء العاملين المذكورين.
أما فيما يتعلق بالعوامل المرتبطة بتداعيات تيسير السياسة النقدية، وقرارات الفدرالي المرتقبة، فقد كان UBS Global قد ذكر لـ CNBC عربية، أن خفض الفائدة يدعم أسعار النفط "لكنه ليس الدافع الأقوى".
وكانت العقود الآجلة للنفط قد سجلت مكاسب أسبوعية بنحو 4% الأسبوع الماضي، تحت ضغط تقييم التوتران الجيوسياسية وتوقعات تأثيرها على الإمدادات، علاوة العوامل المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية الشهر المقبل.
وأنهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات الأسبوع عند مستوى 76.05 دولار للبرميل، كما أنهى الخام الأميركي التعاملات عند 71.78 دولار للبرميل في تسوية الجمعة.
وخلال تعاملات الاثنين، هبط خام برنت إلى مستويات الـ 71 دولاراً للبرميل، كما هبط الخام الأميركي إلى مستويات الـ 67 دولاراً للبرميل، بتراجع يصل إلى نحو 6% بعد التقليل من تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي